موقع متخصص بالشأن التربوي اللبناني

إستحقاق الثانوي كرّس الهشاشة التربوية...وسهولة الإمتحانات أكدّت الطبقية!

الأربعاء 12 تموز 2023

بعد أشهرٍ من المناكدات والتصريحات من قبل الأساتذة ووزارة التربية حول إمكانية إجراء الامتحانات الرسمية، نجحت وزارة التربية أخيرا في إجراء الامتحانات الرسمية لشهادة الثانوية العامة بفروعها الأربع بعد الاعلان عن اكتمال الاستعدادات الادراية واللوجستية لانجاز هذا الاستحقاق، على كافة الاراضي اللبنانية.فالظرف الذّي عايشه قطاع التعليم في لبنان أفقد هذه الامتحانات  «رهجتها» وجعلها بنظر الكثيرين «صوريّة» فقط أما جزء من الطلاب والأهالي  فنعتوها بالامتحانات «الظالمة» .

انقسمت الآراء اليوم حول مستوى هذه الامتحانات فمنهم من وجدها سهلة وموفقة للمناهج المختارة بينما عارض آخرون هذا الرأي وشددوا على أنّها غير عادلة نتيجة وجود طلاب لم تتسنى لهم القدرة على أن  ينجزوا المناهج المطلوبة ولم يستطيعوا مراجعة ما تعلموه بسبب الإضرابات التي شهدتها المدارس الرسمية وقد أدى هذا الوضع الى اختلاف جهوزية الطلاب .

وأفادت رئيسة اللجنة الفاعلة للأساتذة المتعاقدين لموقع «الطالب» أنّ «الاختلاف في الجهوزية لم يكن فقط على صعيد المدارس الخاصة والرسمية، بل كانت المدارس الرسمية متفاوتة الجهوزية فيما بينها لوجود مدارس درست المناهج خلال 100 يوم وأخرى خلال 30 يومًا فقط».

 

طلاب الرسمي اصطدموا بالضرر الأكبر

اشتكى عدد من طلاب المدارس الرسمية من صعوبة الامتحانات التي اعتبروا أسئلتها خرجت عن المألوف لما درسوه من المنهج الذّي قلصته وزارة التربية فهم لم يستطيعوا المرور على المعلومات وحفظها نتيجة الوقت القياسي الذي درسوا فيه لتستطيع الوزارة تسيير الامتحانات باعتبارها مرحلة مفصلية للدخول الى الجامعات.

و في مقابلة لبعض أهالي التلاميذ في المدارس الرسمية الذين كانوا ينتظرون أبناءهم أمام مراكز الامتحانات قالوا أن: «مستوى الامتحانات اختلف بين مادة وأخرى حسب ما تناقله أولادهم وأكدوا : «لسنا ضد إجراء الامتحانات ولكن توقعنا الأخذ بعين الاعتبار أنّ بعض طلاب المدارس الرسمية ذهبوا الى المدرسة لمدة شهرٍ واحدٍ فقط وأنّ تكون أسئلة الامتحانات مراعيةً للظرف الاستثنائي لكن لا يبدو ذلك ».

في المقلب الآخر، وجد طلابٌ آخرون من المدارس الرسمية أنّ الامتحانات سهلة رغم عدم قدرتهم على الدرس بما يكفي الأسئلة ليست مغايرة للمناهج المقررة وقال الطالب الياس عواد «رغم الإضراب كانت الامتحانات سهلة ولم نواجه صعوبةً في فهم الأسئلة لكن الأمر لا يخلو من بعض الأسئلة التي تحتاج الى المزيد من التفكير».

يؤكد المعنيون في وزارة التربية أنّ الامتحانات لم تكن صعبة بل هي مراعية للظروف القاهرة التي مرّ بها التعليم في العام الدراسي المنصرم والنقص في المناهج أيّ أنّها أسئلة مفصلة على قياس ما تعلمه أبناء التعليم الرسمي وهذا ما يجعلها سهلة جدًا لطلاب الخاص الذّين درسوا مناهج كاملة واستطاعوا مراجعتها في الشهرين الأخيرين قبل الامتحان.

من جهته أكدّ نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض في تصريحٍ خاص لموقع «الطالب» أنّ «الامتحانات سارت بشكلٍ مقبول وكأستاذ لمادة الرياضيات أجد أنّ مسابقة الرياضيات التي انتقدها الكثيرون أنها ذات مستوى مقبول بل متدني لكن طلاب الرسمي وجدوها صعبة بسبب ما عانوه خلال السنوات الأربعة الأخيرة وهذا يؤكد تراجع جودة التعليم».

 

العام الدراسي الهش انتهى بساقٍ عرجاء!

بالنسبة لطلاب الخاص، كانت الامتحانات «ولا أسهل» فقد أنهوا المناهج منذ شهر أيار وااستمرت عمليات المراجعة لأشهر قبل أن ينجزوا الامتحانات الرسمية على عكس زملائهم في الرسمي وهذا ما أكدته مصادر تربوية عديدة.

وأضاف «محفوض» الذّي علق على الجو التربوي العام قائلًا: «إلغاء البريفيه كان ضربةً قاضيةً للتعليم، فنحن لسنا ضد الإلغاء لكن يجب أنّ يكون ضمن أُطر تربوية تتفق عليها الوزارة مع نقابة المعلمين والمركز التربوي للبحوث والإنماء. هذا ما دفعنا الى إجراء امتحانات الشهادة الثانوية مهما كلف الأمر للحفاظ على ما تبقى من قطاع التربية والتعليم».

وخلال حديثه أردف محفوض أنّ «الامتحانات تبقى لها يوم واحد ومن المتوقع إتمام عمليات التصحيح دون مشاكل وضغوطات ولكن نأمل أنّ نبدأ عامًا دراسيًا طبيعيًا في ظل الانهيار الاقتصادي ولهذا نحتاج إلى حلٍّ للرواتب وبدل النقل». هذا ما يضع على عاتق وزارة التربية والحكومة الدور الأساسي للتحرك والنهوض بالقطاع التعليمي قبل فوات الأوان».